خطبة الجمعة القادمة : إتقان الصنائع والحرف والمهن سبيل الأمم المتقدمة، للشيخ كمال المهدي
خطبة الجمعة القادمة 8 يناير 2021م بعنوان : إتقان الصنائع والحرف والمهن سبيل الأمم المتقدمة، للشيخ كمال المهدي، بتاريخ 24 جمادى الأولى 1442 ، الموافق 8 يناير 2021م.
عناصر خطبة الجمعة القادمة 8 يناير 2021م بعنوان : إتقان الصنائع والحرف والمهن سبيل الأمم المتقدمة، للشيخ كمال المهدي
١- حث الإسلام على العمل والإتقان فيه..
٢- مواقف للنبي صلى الله عليه وسلم للتدريب على إتقان العمل.
٣- جزاء من لا يتقن عمله في الدنيا والآخرة..
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 8 يناير 2021م كما يلي:
خطبة الجمعة القادمة 24 جمادى الأول ١٤٤٢ الموافق ٨ يناير ٢٠٢١م بعنوان (إتقان الصنائع والحرف والمهن سبيل الأمم المتقدمة)..
***
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم..
أما بعد :-
أحبتي في الله :-
لقد حث الإسلام على العمل لأن العمل هو أساس الحياة التي نعيشها ونحياها، فهو المصدر الرئيسي للرزق والقوت الذي يرتجيه كل إنسان على وجه الأرض..
وكما حث على العمل حث على أدائه بإتقان
فإتقان العمل مطلوب في كل شيء، وأولى الأعمال بالإتقان هو العمل الذي يُعرَض على رب العالمين، ونحن نعلم أنه إذا قيل لأحد الموظفين: عملك هذا سيُعرض على المسؤول الفلاني، فسيبذل قُصارى جُهدِه في إخراجه في أعلى معايير الدقة، فكيف – ولله المثل الأعلى – إذا كان العمل سيُعرض على رب العالمين؟ أليس حريًّا بنا أن نكون فيه أكثر إتقانًا؟
والإتقان أيها الأحبة صفة من صفات رب العالمين فهو الذي أتقن كل شيء خلقه وأحسن كل شيء أبدعه قال الله تعالى ( صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) [النمل: ٨٨].
قال أحد السلف: “لا يكن همُّ أحدكم في كثرة العمل، ولكن ليكن همه في إحكامه وتحسينه، فإن أحدكم قد يُصلي وهو يعصي الله في صلاته، وقد يصوم وهو يعصي الله في صيامه “
* فكل الناس يؤدون أعمالهم، ولكن الفارق بينهم يكون في درجة إتقانهم لأعمالهم.
ولأن العبرة ليست في أداء العمل فقط، ولكن في الصفة التي أُدِّي بها العمل.
** فالمسلم مطالب بالإتقان في كل عمل تعبدي أو سلوكي أو معاشي، لأن كل عمل يقوم به المسلم بنيّة العبادة هو عمل مقبول عند الله يُجازى عليه سواء كان عمل دنيا أم آخرة. قال تعالى: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين). [الأنعام: ١٦٢].
والعمل الذي يقوم به الإنسان أمانة والله سائله عنه يوم القيامة، فكم من مبنى انهار.. وكم من جسر تصدَّع بسبب عدم الإتقان الذي ارتكبه المهندس والمقاول.. وكم من أرواح فقدت وراحت هدرًا بسبب عدم إتقان الطبيب.. وكم من خسائر فادحة وإسرافات فاضحة بسبب عدم إتقان العمال لأعمالهم، وموت ضمائرهم.
** فإتقان العمل يعتبر من أهم الأسباب الموصلة لنهضة الأمم ونجاحها وفلاحها، فالعمل حتى لو ارتبط بالكدح والعمل والتخطيط والمتابعة، إلا أنّه لن يأتي ثماره إلّا إذا أُتي به على الوجه المطلوب، وقد صنع الله تعالى الكون بما فيه بإتقان، وأنزل آدم إلى الأرض واستخلفه فيها ليقوم بإعمارها وإصلاحها ونهاه عن الفساد فيها، كما أوجب الله تعالى على الإنسان الإحسان، وذلك في قوله تعالى: (وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
وقال تعالى (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) (الملك: ٢) وقال :- (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) (التوبة: ١٠٥)، وقال كذلك (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ) (الزلزلة:٨)
كل هذه الآيات وغيرها تدل على أن الله جل وعلا لا يريد العمل فحسب بل يريد العمل المتقن المحكم لأنه هو الذي سيثمر وينتج أفضل الثمار..
ولقد ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلاً عملياً في التدريب العملي لإتقان العمل، فعن أبى سعيد الخدري رضى الله عنه قال:
مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بغلام يسلخ شاة، فقال له: (تنح حتى أريك، فإني لا أراك تحسن تسلخ). فأدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يده بين الجلد واللحم فدحس بها (مدّها) حتى توارت على الإبط، وقال صلى الله عليه وسلم: (يا غلام؛ هكذا فاسلخ ) ثم مضى..
فلم يستكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقف مع الغلام ويساعده في عمله ويسهّل له ما شق عليه، ويعلمه ما خفي عليه من إتقان السلخ.
** وهذا موقف آخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فعن عاصم بن كليب عن أبيه قال: شَهدت مَعَ أَبِي جَنَازَة شَهِدَهَا رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا غُلاَمٌ أَعْقِلُ وَأَفْهَمُ، فَانتُهي بِالْجَنَازَةِ إِلَى الْقَبْرِ وَلَمْ يمكَّن لَهَا. قَالَ: فَجَعَلَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (سَوّوا لَحْدَ هَذَا).
حَتَّى ظَنَّ النَّاسُ أَنَّهُ سُنَّة، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِم فَقَالَ: (أَمَا إِنَّ هَذَا لاَ يَنْفَعُ الْمَيِّتَ وَلاَ يَضُرُّهُ، وَلَكِنَّ اللهَ يُحِبُّ مِنَ الْعَامِلِ إِذَا عَمِلَ أَنْ يُحْسِن) وفي لفظٍ ( ولكن أن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه )أخرجه البيهقي في شعب الإيمان.
* فما أجمل أن يتخلق المجتمع بهذا الخلق القويم النبيل خلق إتقان العمل وجودته، حتى يتحقق الأمن والرخاء والسلام..
وقد وضح رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله يحب العمل المتقن فقال في الحديث الذي روته السيدة عائشة رضي الله عنها -: “إِنَّ اللهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُم عَمَلاً أَن يُتقِنَهُ” رَوَاهُ البَيهَقِيُّ في شُعَبِ الإِيمَانِ وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ،
وصدق القائل :-
أيّها العمال أفنوا العمر كداً واكتساباً *
وأعمروا الأرض فلولا سعيكم أمست يباباً..
أتقنوا يحببكم الله ويرفعكم جناباً *
إن للمتقن عند الله والناس الثواب..
** وتخيل أخي الحبيب مجتمعاً قد أتقن أفراده مسئولياتهم فيه وأدى الصانع عمله متقنا وأدى المراقب عمله مخلصا.. تخيل معي حال هذا المجتمع المتقن لعمله ..
وبالمقابل انظر معي لصورة كثير من مجتمعاتنا وقد دب فيها التهاون والتغافل عن الحقوق والمسئوليات، وحمل البعض أعمالهم على الآخرين، وصار نصب عين الموظف كيف ينتهي يوم عمله سواء أتقن أو أهمل، وتكاسل العمال عن أداء مهامهم وتقاعس المسئولون عن أدوارهم. فأي مجتمع إذن أنت ترى؟ إنه مجتمع هش متآكل من الداخل ما يلبث أن ينهار.
وتعالوا بنا لنبرهن على كلامنا هذا بهذه القصة :-
يحكى أنه حدثت مجاعة بقرية؛ فطلب الوالي من أهل القرية طلبًا غريبًا كمحاولة منه لمواجهة خطر القحط والجوع؛ وأخبرهم بأنه سيضع قِدرًا كبيرًا في وسط القرية؛ وأن على كل رجل وامرأة أن يضع في القِدر كوبًا من اللبن بشرط أن يضع كل واحد الكوب متخفيا دون أن يشاهده أحد.
فهرع الناس لتلبية طلب الوالي؛ فكل منهم تخفى بالليل وسكب الكوب الذي يخصه؛ وفي الصباح فتح الوالي القدر .. فماذا وجد؟! وجد القدر وقد امتلأ بالماء!! أين اللبن؟! ولماذا وضع كل واحد من الرعية الماء بدلاً من اللبن؟!
الإجابة: أن كل واحد من الرعية قال في نفسه: ” إن وضعي لكوب واحد من الماء لن يؤثر على كمية اللبن الكبيرة التي سيضعها أهل القرية “؛ وكل منهم اعتمد على غيره؛ وكل منهم فكر بالطريقة نفسها التي فكر بها أخوه، وظن أنه هو الوحيد الذي سكب ماءً بدلاً من اللبن.
والنتيجة التي حدثت: أن الجوع عم هذه القرية ومات الكثيرون منهم ولم يجدوا ما يعينهم وقت الأزمات!!
هل تصدق أنك أخي الحبيب تملأ الأكواب بالماء في أشد الأوقات التي نحتاج منك أن تملأها باللبن! عندما لا تتقن عملك بحجة أنه لن يظهر وسط الأعمال الكثيرة التي سيقوم بها غيرك من الناس فأنت تملأ الأكواب بالماء!!فمَطلُوبٌ مِنك أخي الحبيب إِتقَانُ عَمَلِك وَالإِحسَانُ فِيهِ قَدرَ طَاقَتِك، وَعَدَمُ التَّحَجُّجِ بِتَقصِيرِ غَيرِك. فالعَاقِلُ الذي يَتبَعُ النَّاجِينَ وَيَأخُذُ بِطَرِيقِهِم لِيَسلَمَ، وَالجَاهِلُ مَن جَعَلَ إِسَاءَةَ الآخَرِينَ مَدخَلاً لِلتَّكَاسُلِ وَالتَّبَاطُؤِ.
** وإنه لمن المؤسف أننا بُلِينَا في زماننا هذا، بمجموعة مِنَ المُوَظَّفِينَ، الَّذِينَ لا يُبَالُونَ بما وَقَعُوا فِيهِ مِن تَقصِيرٍ أَو تَأَخُّرٍ أَو غِيَابٍ، أَو خُرُوجٍ مِنَ مُؤَسَّسَاتِهِم قَبلَ إنهَاءِ مَا كُلِّفُوا بِهِ مِن عَمَلٍ وَأَداءِ مَا حُمِّلُوهُ مِن أَمَانَةٍ، وَحُجَّةُ أَحَدِهِم أَنَّهُ لم يَأخُذْ حَقَّهُ كَامِلاً، أَو أَنَّ أَجرَهُ وَرَاتِبَهُ لا يَكفِيهِ، أَو أَنَّ جِهتَهُ قَد قَصَّرَت وَلم تُوَفِّرْ لَهُ كُلَّ مَا يَطلُبُ، أَو أَنَّهُ لم يُعَيَّنْ عَلَى المَرتَبَةِ الَّتي عُيِّنَ عَلَيهَا مَن قَبلَهُ.
**وأنني أقول لِهَؤُلاءِ :- إن عملكم أمانة وستسألون عنه يوم القيامة واستمعوا لربكم جل وعلا وهو يقول -: ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) [النساء: ٥٨] وَقَال رسول الله صلى الله عليه وسلم -: (أَدِّ الأَمَانَةَ إِلى مَنِ ائتَمَنَكَ، وَلا تَخُنْ مَن خَانَكَ) رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ
** واعلموا أحبتي في الله :-
أن الذي لا يتقن عمله يعود هذا الأمر وبالاً عليه ودماراً قبل غيره في الدنيا والآخرة.
وتعالوا بنا ِلنُبرهِن على كلامنا هذا بهذه القصة التي تجسد حال المتقن في عمله والمفرط والمتهاون في عمله المتكاسل فيه:- (قصة الوزراء الثلاثة)
ففي يوم من الأيام استدعى الملك وزراءه الثلاثة، وطلب من كل وزير أن يأخذ كيساً ويذهب إلى بستان القصر ويملأ هذا الكيس له من مختلف طيبات الثمار والزروع، وطلب منهم أن لا يستعينوا بأحدٍ في هذه المهمة وأن لا يسندوها إلى أحد آخر.
فاستغرب الوزراء من طلب الملك وأخذ كل واحد منهم كيسه وانطلق إلى البستان، فالوزير الأول حرص على أن يُرضِيَ الملك فجمع من كل الثمرات من أفضل وأجود المحصول وكان يتخيّر الطيّب والجيّد من الثمار حتى ملأ الكيس.
أما الوزير الثاني فقد كان مقتنعاً بأن الملك لا يريد الثمار ولا يحتاجها لنفسه وأنه لن يتفحص الثمار، فقام بجمع الثمار بكسل وإهمال فلم يتحرَّ الطيّب من الفاسد حتى ملأ الكيس بالثمار كيفما اتفق.
أما الوزير الثالث فلم يعتقد أن الملك سوف يهتم بمحتوى الكيس أصلاً، فملأ الكيس بالحشائش والأعشاب وأوراق الأشجار.
وفي اليوم التالي، أمر الملك أن يُؤتى بالوزراء الثلاثة مع الأكياس التي جمعوها، فلما اجتمع الوزراء بالملك أمر الملك الجنود بأن يأخذوا الوزراء الثلاثة ويسجنوهم كل واحد منهم على حده مع الكيس الذي معه لمدة ثلاثة أشهر في سجن بعيد لا يصل إليهم فيه أحد كان، وأن يمنع عنهم الأكل والشراب.
فالوزير الأول بقي يأكل من طيبات الثمار التي جمعها حتى انقضت الأشهر الثلاثة، والوزير الثاني عاش الشهور الثلاثة في ضيق وقلة حيلة معتمداً على ما صلح فقط من الثمار التي جمعها؛ أما الوزير الثالث فمات جوعاً قبل أن ينقضي الشهر الأول.
فانظروا إلى هذا الذي لم يتقن عمله وتكاسل وتقاعس كيف كانت عاقبته ونهايته..
وانظروا إلى جزاء من أتقن عمله ماذا جنى..
* فَاتَّقُوا اللهَ أَيُّهَا الأحبة وَاحرِصُوا عَلَى إِتقَانِ العَمَلِ وَأَدَائِهِ كَمَا يَجِبُ وَيَنبَغِي، وَاجعَلُوهُ تَرجَمَةً وَاقِعِيَّةً لِصِدقِ إِيمَانِكُم بِاللهِ وَابتِغَائِكُم مَا عِندَهُ، وَاحذَرُوا هؤلاء الذين ابتلوا بكَثرَةِ الكَلامِ وَقِلَّةِ العَمَلِ، وهؤلاء الذين ابتلوا بإِضَاعَةِ أَوقَاتِ العَمَلِ في تَصَفُّحِ الشَّبَكَاتِ أَو تَبَادُلِ المُرَاسَلاتِ بِالجَوَّالاتِ، فَإِنَّ الأَمَانَةَ ثَقِيلَةٌ وَالمَسؤُولِيَّةَ عَظِيمَةٌ قال تعالى إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا).
**
وفي الختام :- أقول لكم أحبتي في الله :
راقبوا ربكم في أعمالكم؛ راقبوا الله في وظائفكم؛ راقبوا الله في تجارتكم وزراعتكم؛ إنكم إن فعلتم ذلك عاش الجميع في سعادة ورخاء؛ وإلا عم القحط والجدب والفقر البلاد والعباد.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه..
****
كتبه :-الشيخ /كمال السيد محمود محمد المهدي..
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية..
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف